الفلاح البرئ
هي قضيتك
وهنا قال الحاجب إنه يا سيدي الشاهد الوحيد في چريمة القټل التي حدثت الليلة الماضية في الاسطبل المهجور لاحظ نصير أن القاضي حالما سمع بكلمة إسطبل حتى رفع رأسه مدهوشا ونظر اليه صارفا كل انتباهه عليه أطال القاضي النظر إلى نصير حتى أحس الأخير أن نظرات القاضي تتغلغل إلى أعماقه تريد أن تمزقه من الداخل إلى أن نطق القاضي أخيرا إعلم يا هذا إنك في مجلس موقر وإن أي إهانة توجه إلى أي شخص دون دليل دامغ فعقوبتها صارمة جدا وأحكم القاضي قبضته بشدة وهو يقول ذلك كي يخيف نصيرا ويضعف عزيمته حتى إن نصير تلعثم بالكلام قائلا يا سيادة القاټل عفوا أقصد يا سيادة القاضي
رفع نصير رأسه فشاهد لوحة على الحائط فوق رأس القاضي مكتوب عليها بسم الله الرحمن الرحيم ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيئ قدرا
قد توكلت عليك يا إلهي وهنا ذهب الروع من نفس نصير وهو يشير الى القاضي بكل ثقة ويقول أنه أنت قاټل الرجل عند الإسطبل ليلة الأمس نعم والله أنت لا غيرك ما كذبت فيما أقول
عم السكون الجميع وكأن فوق رؤوسهم الطير حتى شق الصمت صړاخ القاضي وهو ينهض من مجلسه ويصيح يا حراس خذوا هذا المدعي الوغد وألقوه في غياهب السجون أمسك حارسان بذراعي نصير وسحبوه للخلف وهو يقاوم ويصيح عندي دليل لدي الدليل غير أن القاضي حثهم على الإسراع بأخراجه من المجلس فورا قائلا أبعدوا هذا المچنون عنا ولننتقل الى القضية الثانية وفجأة نهض من بين الحضور رجل ملثم إقترب من القاضي ثم أماط اللثام عن وجهه وإذا بالقاضي يقع وهو يقبل الأرض بين قدميه ويقول
مولاي الخليفة أهلا وسهلا بك يا مولاي قال الخليفة لطالما سمعت عن ظلمك