بكاء في ليلة عرس
انت في الصفحة 1 من 17 صفحات
انسحبت مسرعة شمس الصباح كأنها كانت على موعد مع احداهم في مكان اخر لتتيح للظلام يفرش ظلامه على الكون دون خجل من انسحابها فتجلت الأنوار وضوت بالتفاف حول مدخل
اما في الداخل نجد المدعوين منتشرين كخلية نحل في كل مكان داخل المنزل منهم من يهنئ والدة العروس ومنهم من يقدم كاسات شربات العرس بينما كانت العروس مرتدية زيها الأبيض وفوق رأسها
فاقت بسملة من صډمتها واستوعبت اخيرا عرسها المزيف فقد شعرت كأنها كانت تحت تأثير تنويم مغناطيسي والآن عادت لواقعها المحتوم المظلم بوصمه سواد تلازمها الباقي من عمرها كيف لفتاة لم تبلغ العشرون عام تطلق في نفس يوم عقد قرانها
ضمنتي الأطيان عاد اهي كل حاجة راحة حتى الدهبات اللي كنتي فرحانه بيعم راحوا واني اللي بقيت قاعده زي البيت الوجف يارب تكوني ارتاحتي... ذنبي في رچبتك ليوم الدين و اني معاسمحكيش ابدا واصل.
ادمعت عين والدتها بشده و جففت الادمع المتساقطة بطرف وشاحها وحاولت مره أخرى مواستها لكنها رفضت واولتها ظهرها وجلست بعيد عنها فقد كانت المسافة التي تشعر بها اميال وليس خطوات تعد وتحصى وحين خلى المكان من المباركين وانطفئت الأنوار وتحول قليل شردت والدتها سکينة حين جاءت لها الخاطبه تزف عليها خبر هذا العريس الشاب الثري ذو المال والجاه هادف فكان يمتاز بمميزات لا حصر لها حيث المال الوفير وما يغمر
امسكت الخاطبة زبيده كفيها واجلستها وقالت رادفة بهدوء ومكر لاقناعها
اقعدي على حيلك واستهدي بالله يا ام بسملة واسمعي حديتي عاد ولو ملدش عليكي ارميه في البحر.
عتقولي اية تاني عاد ما القصيدة من اولها باينه اهه من غير جواله.
ووه ووه مالك أكده شده حيلك عليا ومصبراش اجفلي خشمك هبابه عشان اجولك على اللي في نيتي.
أخذت انفاسها ذبيده بعد ان سمعت صك سکينة كفها على ثغرها دلاله على عدم التحدث ابتسمت لها وقالت بهدوء
صمتت ذبيده بعد ما بخت سمها في جوف سکينة وانتظرت ترى فعل سريان بخها في كلماتها وعندما قلبته في رأسها ابتسمت لها برضا قائلة
والله وعفارم عليكي يا ذبيده حديتك معقول برضو واهو في كل الحالات البت عتستفاد على اد ما تقدر خلاص اني هتحدد وياها وليكي الحلاوة يا وش الخير.
ابتسمت بشدة ذبيده ثم اعطتها كل ما يخص هادف من معلومات ثم تركتها وانصرفت وبقت سکينة محتارة في مهمه اقناعها بقبولها هذا الزوج بعدما كانت ترفض كل من آتى لقربها بعد افساخ خطبتها من معاطي الذي كانت تحبه وتهواه.
صعدت لها والفرحه تتجلى على ملامحها وعندما فتحت بابها وجدتها جالسه فوق فراشها ممسكة ببعض الثياب الذي احتفظت به من رائحه محبوبها ورفضت ان تعطيها له ضمتها تلومها على حالتها وحين نزعت ما في يدها صړخت بسملة هاتفه بحزن
بعدي كفك يا اماي عن خلجاتي اللي حلمت علبسها في يوم وانكتب عليها عتتحبس في دلابي كيف ما اني محپوسه في بحور احزاني.
ليه كل المناحه اللي عايشة فيها يا بنيتي امال لو كان عدل كنتي عاملتي في نفسك اية
معاطي كان كل حاجة في حياتي وانتي خابرة ده زين لكن لولا انك عتدوري على الجرشنات مكنش ده هيبقى حالنا.
برغم ضيقتها على ما تفوهت به حاولت تداري كبح ڠضبها وضمتها بين يديها وجففت ادمعها وقالت لها
يا مخبوله اني هدور على مصلحتك ومعيهمنيش في الدنيا دي الا اني اشوفك سعيدة في بيت عدلك مع اللي صونك ويهنيكي ويغرق يدك اللي كيف الملبن دي بالدهبات الأساور.
وقفت معترضة وعلى ملامحها الڠضب قائلة
واني معيزاش ايتها چاجة من كل ده كان ميلدش عليا غير معاطي وبس وكنت مستعده اكلها معاه انشالله بملح عنحمد ربنا ونشكره.
يا خايبه ده في الاول ولما عتضيع بهجه ونشوة العشج يابتي كله هيروح والمشاكل راح عتدق باب المحبه وكله عيتنسي اسأليني أنا ومعيبقى غير صوت عويل ونواح بطنك لما تقرصها الچوع والبرد لما عينفض جتتك كيف هزة النخيل من اثر هوا الشتا الشديد اني عملت الصح ومعاطي مكنش عيسعدك ولا راح هيوفرلك العيشة اللي