شمس
عمرو ماتقعد على الكنبة وارتاح يا ابني
قالتها بوجه شديد الإحمرار من شدة سعادته لتسترسل بإبانة
أنا بعت أيهم ينده لك وجدي
أشارت ليجلس وجاورته هي الجلوس لتشدد على ابنتها الذهاب للمطبخ لجلب واجب الضيافةولجت إلى المطبخ لتجد والدتها قد فرغت الأكياس ورصتها فوق مطبخها الخشبي المتهالك لتقطب جبينها وهي تقول بصوت هامس
الواد ده مچنون رسميإيه الحاجات اللي جايبها دي كلها ولا كلامه ونظراته الغريبة
تنفست لتهز رأسها بلامبالاة وتقدم على المبرد لتفتحه وتخرج منه دورق مليء بمشروب الجوافة الطازج كانت قد أعدته قبل قليل لاستقبال والدها واشقائها عند عودتهم للمنزل في الغروبوكان والدها قد جلب لها ثمرات الجوافة بالأمس إحتفائا بمجيء صغيرتهسكبت كأسان من وحملتهما فوق حامل واتجهت صوب الحجرة وما أن رأها ذاك المهووس حتى عادت دقات قلبه لتسرع بدقاتها من جديدشملها بنظراته المنبهرة تحت أعين منيرة التي تراقبه في الخفاء لتتنهد براحة بعدما تأكدت بفطانتها إعجاب بل إنبهار ذاك الثري بنجلتهاتبسم ثغرها وتعجبت لأمر القدر ولحكمة ربهافكم حلمت وتمنت وانتظرت تغيير قدرها للأفضل على يد رجالها الثلاثوكم من المرات التي بغضت بها تلك الإيثار وتمنت لو لم تخلق من الأساسفطالما کرهت الإناث ونظرت لهن نظرة دونية حسبما تربتوطالما ترددت كلمات زوجة والدها المقيتة حينما كانت تنعتها بأبشع الأوصاف والش. تائم وتخبرها بأن الفتيات نذير شؤم في المنازل وأنهن خلقن فقط لخدمة أشقائهن من الرجال ومن بعدهم خدمة أزواجهن والقيام على راحتهم بكل الطرقوأنهن جئن إلى الحياة ليصبحن حملا ثقيلا على عواتق الرجالفلطالما عاملتها على أنها ع ار ولابد التخلص منهوالأن يبدوا أن قواعد حسبتها ستتغير وسيتبدل حالها وحال أولادها على يد تلك الإيثار تذكرت حين أصيبت بإكتأب حاد عندما أخبرتها الطبيبة بأنها سترزق بفتاة حتى أنها فكرت جديا بالتخلص من الحمل لولا غانم الذي نهرها كثيرا وقام بټهديدها إذا تخلصت من حملها سيقوم بتطليقها في الحالوأبلغها أن الفتيات يجلبن الرزق لعائلاتهن ويصبحن منبع للحنانلكنها ما كانت تكترث لحديثه ولا تأخذه بعين الإعتبار
جعلها تضيق بين عينيها باستغراب ليتحدث هو بصوت حنون
تعبتي نفسك ليه بس
مفيش تعب ولاحاجةبعد إذنك...قالتها واستدارت
لتتوقف حينما استمعت لصوت والدتها التي نادتها بعدما رأت عبوس ذاك الثري لتقول
تعالي إقعدي يا إيثار هو عمرو غريب
تنفس بعميق بعدما شعر بقبضة بقلبه عندما رأها تخرج لكن تلك المنيرة أعادت له الأمل بطلبها بينما تطلعت إيثار إلى والدتها تتعجب أمرها وتغييرها الشامل مع ذاك ال عمرو تذكرت معاملتها شديدة القساوة معها حينما كانت صغيرة وحتى وصولها للمرحلة الثانويةفكم من المرات التي ڼهرتها بها بل ووصل الأمر بټعنيفها وصفعها لمجرد ذكرها لاسم صديقا دراسيا وهي تشيد بتفوقه حتى خلقت لديها عقدة تجاة الچنس الأخر مما جعلها تضع بينها وبين جميع الرجال حاجزا حديديا مازال موجودا إلى الأننظرت بعينيها لتقول بجدية
شعر بالإحباط عندما رأها تسرع بخطاها لخارج الحجرة كي لا تعطي لوالدتها المجال للاعتراض بينما اشټعل داخل منيرة من تلك العنيدة وأفعالها الهوجاءنظرت لذاك الذي بدا على وجهه الإحباط لتقول بابتسامة مصطنعة
اشرب العصير يا عمرو
لتسترسل بإبانة تصرف نجلتها الأهوج
متزعلش من إيثار أصلها بتتكسف قوي وعمرها ماكلمت حد غريب
أنا مش زعلان منها يا خالتي بس استغربت إنها بتعاملني على إني غريب عنها ونسيت إني متربي هنا وسطيكم
ابتسمت لتجيبه بلوم لطيف على عكس طبيعتها
هتف سريعا مبررا
والله كان ڠصب عنييومها كنت مسافر الاقصر في شغل مع ابويا ومكنش ينفع اسيبه لوحده
ولج وجدي من الباب ليهتف مرحبا بصديق الطفولة قائلا وهو يقترب عليه
ده أنت هنا بجد أنا افتكرت الواد أيهم مهيس وبيقول أي كلام
وقف ليقابل صديقه قائلا بمزاح
جيت على بالي قولت يا واد طالما صاحبك مطلعش جدع معاك ونسيك روح أسأل إنت عليه
أقبل عليه ليتعانقا باشتياق حقيقي وحنينا للأيام التي عاشاها شويا تركتهما وتحركت صوب غرفة ابنتها لتدفع الباب مقتحمة خصوصيتها لتفتح الأخرى