القسۏه
من غير ما يقولي !
معرفش و الله يا دكتور.. هو بس بيقول لحضرتك تيجي بسرعة لأنه عايز يتكلم معاكي علي أنفراد قبل ما الدكاترة ما يجوا...
نهضت ليلي و دهشتها تزداد.. فهي و محمود شركاء في هذه المشفي منذ اربع سنوات ..
دلفت الي مكتبه و هي تنظر إلي التوتر البادي علي ملامحه لتقول
خير ... مش مستريحالك !!
بصي يا ليلي انا عارف أنك مبتحبيش اللف و الدوران .. و عشان كدة أنا هاجي معاكي دغري ... أنا بيعت نصيبي في المستشفي..
نعم.. أنت أزاي تعمل حاجة زي كدة من ورايا...
يا ليلي أنا بقالي فترة قايلك أني برتب نفسي عشان إسافر لمراتي و اولادي في فرنسا و أستقر هناك.. و أكيد كان لازم أبيع نصيبي
طيب ما انا قولتلك أني أنا هشتري منك نصيبك..
يا ليلي أنتي مش هيفرق معاكي خصوصا أن أنا
كانت بدأت حياة جديدة .. حياة جديدة بدونه.. و تخلت عن وعدها له
في نفس الوقت التي خرج فيه ... كانت هي تدور بين ذراع هذا الوسيم المتعلقة برقبته لتلمح طيف له.. ربما كان يهيئ لها.. لكنها قالت بهدوء
ثواني يا مروان و هرجعلك
خرجت مهرولة علها تلحق هذا الطيف الذي رأته.. و بالفعل لم تكن مجرد تهيؤات.. لا تعرف كيف اجتازت تلك المسافة الفاصلة بينهما ركضا ... وقفت أمام سيارته و هو علي وشك التحرك لتتسع عيناه پصدمة و هو يخرج من السيارة و هي تقترب منه لتقف أمامه كأنها غير مصدقة أنه أمامها بعد أن فشلت كل محاولاتها للعثور عليه طوال تلك
السنوات السابقة..
تنفس بعمق و هو يقول بلهجة جاهد لكي تكون ثابتة
هنا... أزيك !
ك ك.. كويسة ..
قالتها بصوت متحشرج غير مصدقة انه بعد غياب كل تلك السنوات .. تكون مقابلتهما بكل هذا البرود ... هتفت في محاولة لتحريك ذكرياته
ما وحشتكش !!
اممم.. أكيد وحشتيني أنتي و طنط مرڤت و اخواتك كمان ..
ليس هذا ما تريده منه .. أخذت عيناها تتجول ما بين مقلتيه العسليتان و هو واقف أمامها واضع يديه بجيبا بنطاله كجبل الجليد الذي لا يتحرك له ثابت
انا !.. بتكلم ازاي يعني.. عادي.. أظن كمان يا هنا أن هو دة كلامنا مع بعض أصلا لا أكتر و لا أقل .. و عن اذنك بقا لأن عندي شغل كتير و
بعدين أنتي كمان ممكن تتاخري علي خطيبك اللي كنتي واقفة معاه.. مش خطيبك برضو !
هزت رأسها و قد بدت الأمور أكثر وضوحا لها.. فقد رآها مع هذا المعتوة المدعو ب مروان .. و لكن مهلا.. يجب عليه أن يتفهم الأمور .. قالت بهدوء
قاطع حديثها قائلا
مفيش حاجة تتفهم يا هنا .. عن اذنك بقي لأن أنا كدة أتأخرت .. و ربنا يوفقك في حياتك ...
تركها في صډمتها هذه و استقل سيارته و انطلق لتقف هي متأملة في محله الذي كان يقف فيه و دموعها تنساب علي وجنتيها بخفة كحبات من الألماس متدحرجة علي سطح مطلي بالذهب ..
هذا الكتاب الذي شهد كل لحظة من لحظات حياتها معه.. كل موقف حدث بينهما سواء كان .. مفرح رومانسي حزين .. كان هذا الكتاب يكتب بيديه و يديها
حتي لحظة ابتعادهما و انفصالهما شهد عليها ..
انتفضت من محلها و عيناها متسعتان بخضة عندما فتح الباب و اصطدم بالحائط بقوة و هي تنظر لشقيقتها